مؤتمر "ما وراء المساعدات الإنسانية"

شاركت مؤسسة ورئيسة مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري الدكتورة بلقيس جباري في المؤتمر "ما وراء المساعدات الإنسانية" الذي أقيم في مدينة لاهاي الهولندية في الثاني من ديسمبر الماضي 2021 ، والذي نظمته مؤسسة "كور ايد" الهولندية ، حول مكانة المرأة في الحرب اليمنية و كان الهدف الأساسي من هذا المؤتمر لفت الانتباه إلى الوضع السياسي والإنساني في بلد تم نسيانه إلى حد كبير من قبل وسائل الإعلام الغربية. وشارك في المؤتمر قرابة 176 مشاركا ، من بينهم  بيتر ديريك هوف سفير هولندا في اليمن ،هيلين ساف فان دير بيك مديرة الاستراتيجية والتواصل والابتكار في كور ايد ،الدكتورة بلقيس جباري مؤسسة ورئيسة مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري , الدكتور أشرف بدر  مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة يمان للتنمية الاجتماعية الى جانب خبراء وممثلي المنظمات المانحة و صحفيون و صانعوا السياسات.

الافتتاحية

افتتح المؤتمر مدير الجلسات العامة نيكولين زويجدجيست ، المستعرب ذو الخبرة العملية في إعدادات التنمية ومناطق الصراع وركز في خطابه على الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي والعنف الجنسي والجسماني، وادار جلسات الحوار جمال بدر المستشار لدى كورد ايد، ثم تم عرض شريط فيديو لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن جمال وسِحْر اليمن ،واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة لهيلين ساف فان دير بيك  مديرة الإستراتيجية والتواصل والابتكار لدى كورد ايد ، حول كورد ايد وعملها في اليمن وأكدت أن إطار الجهود الإنسانية والإنمائية وبناء السلام أمر مهم لتحقيق التغيير المستدام و ذلك بحسب التقرير الذي نشرته مؤسسة كورد ايد على موقعها الرسمي.

 

الجلسة العامة الأولى: معالجة الوضع السياسي الإنساني.

وايضا بحسب التقرير ،افتتحت الجلسة العامة الأولى ليلى الزويني ، باحثة ودبلوماسية سابقة لدى الأمم المتحدة.وأعطت موجزًا عاماً  وقدمت عرض عن السياق السياسي في اليمن. وبحسب ليلى ، تعود جذور الصراع اليمني إلى فشل عملية التوصل إلى اتفاق جديد لتشارك السلطة ، وتصعيد الصراع ،وتدخل القوى الخارجية ، مما تسبب في مآسي مأساوية بشرية ومدنية بالإضافة الى انهيار البنية التحتية ، والمدارس ، والمستشفيات ،والمنازل وكذلك التراث القديم. وتم اختتام الجلسة بعرض تقديمي يدعو لإدراج المرأة اليمنية  في مفاوضات السلام .ولفتت الانتباه إلى الأثار المدمر لتجارة الأسلحة على الصراع.وقالت ليلى " الرجال شنوا الحرب ولكن آمل أن تصنع النساء السلام

 

نساء يمنيات

بعد تقديم ليلى الزويني ، عُرض شريط فيديو لست نساء يمنيات حول وضع المرأة في اليمن..قالت إحداهن: " من خلال دعم خطة التنمية التي يمكن أن تمول من قبل المانحين الدوليين أو من قبل الدول الداعمة و تقديم البرامج تدعم مشاريع النساء في القطاع الخاص و سيدات الأعمال، يمكن للمرأة أن تكون اقتصاديا مستقلة." و ذلك بحسب التقرير .

 

 

 

خطاب السفير هولندا في اليمن

وبحسب المصدرعقب فيديو عن وضع المرأة في اليمن  تحدث السيد بيتر ديريك هوف سفير هولندا في اليمن حول السياسة الخارجية الهولندية بشأن اليمن ووضع المرأة اليمنية. بالإضافة لسؤال عالمة الأنثروبولوجيا و خبيرة في شأن اليمني لدى "جامعة  أمستردام الحرة " ومشاركة في المؤتمر للسفير الهولندي عن دور الحكومة الهولندية في مجال بيع السلاح حيث زعمت أن أطرافًا هولندية متورطة بشكل غير مباشر في مبيعات أسلحة للسعودية ، و أجاب قائلاً" أن حجر الأساس في سياسة هولندا هو عدم تصدير الأسلحة إلى البلدان المتورطة بشكل مباشر في الصراع".

 

 

شباب خلف  الكاميرات

عرض على الجمهور فيلم قصير بعنوان "أمل" يوضح تجربة الشباب اليمني في هذه الحرب. الفيلم من إخراج ناشطين شباب في منظمة شباب بلا حدود ، حيث قام مركز شباب كورد ايد بدعم مشروع حول إشراك الشباب والذي أطلق عليه " شباب خلف الكاميرات  ". يظهر الفيلم أن الشباب ما زالوا يحلمون يتوقون إلى مستقبل هادف ،رغم القبح والألم والظلم الذي يعيشه الشباب في اليمن. يريدون أن يفعلوا شيئًا ما "قبل أن تسرقنا الحرب" كما قالتها إحدى صانعات الأفلام.بعد هذا الفيديو ،تحدثت مؤسسة ورئيسة مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري  ،الدكتورة بلقيس جباري ،أهمية توفير الصحة النفسية والدعم النفسي و ذلك بحسب التقرير .

 

 

"الصحة النفسية حق من حقوق الإنسان."

الدكتورة بلقيس الجباري ، مؤسسة ورئيسة مؤسسة FCDF

هذا الكم من الكوارث

وتحدثت الدكتورة بلقيس جباري مؤسسة ورئيسة مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري  عن الأوضاع اليمنية ، قائلة أن"اليمن لم تواجه هذا الكم من الكوارث بسبب الحرب كالمجاعة والفقر والبطالة والأمراض .ويبلغ عدد سكانه 30 مليون مواطن،24  مليون منهم بحاجة الى مساعدة واحدة على الأقل في اليوم الواحد ،82% منهم تحت خط الفقر ومعدل البطالة 65% بين الشباب  ،وهنالك 4 مليار ضحايا النزوح الداخلي و 70% من الضحايا نساء وبالإضافة الى حرمان  2.5 مليون من الأطفال من المدارس وهذه الظروف صعبة يمر بها جميع اليمنيين خاصةً النساء والأطفال. "

إلى جانب حديثها عن العنف القائم على النوع الاجتماعي والأطفال ،قائلة "لطالما كان  الصراع مع العنف القائم على النوع الاجتماعي والأطفال معقداً في الداخل اليمني وذلك بسبب الحدود الثقافية والأعراف الاجتماعية و التشريعات والنظام القضائي .بالإضافة الى تضاعف الصراع مع العنف القائم على النوع الأجتماعي والأطفال حيث  تصاعد عام 2015 ووصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند انتشار فيروس كورونا. "

 

 

 

 

 

الجانب الحزين

وسلطت الدكتورة بلقيس الضوء على معاناة المرأة اليمنية ،حيث قالت "يتحدثون عن الجانب المشرق للمرأة اليمنية ولكني سوف اتحدث عن الجانب الآخر الجانب الحزين للمرأة اليمنية كمعالجة نفسية عندما نقوم بمعالجة نساء يعانين من الزواج المبكر أو الزواج الإجباري فأنهن ضحايا العنف المنزلي وحرمانهن من التعليم والعمل والميراث وأغلب اللاتي يعانين بسبب أحد الأقرباء الذي يكون هو نفسه لديه مشاكل نفسية ،حيث أن معظمهم لا يستطيعون الحصول على مساعدة أو كرامته لا تسمح له  بطلب المساعدة ".

بدون كرامة

وأشارت الدكتورة  بلقيس في حديثها الى كيفية التعامل غير لائق التي تلقاه بعض الحالات قبل وصولها العلاج في المؤسسة ، موضحتً "شخصياً واجهت مئات الحالات التي وصلت الى مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري واللاتي تم التعامل معهن بدون كرامة وتخبأتهن والإغلاق عليهن في أماكن صغيرة وضربهن وتقييدهن بالحبال في سجن في المنزل وعزلهن عن العالم الخارجي.قصص النساء كثيرة ومختلفة وتتزايد أعدادها . والطريقة الوحيدة لحصول المرأة على العدالة هي فقط بالحماية القانونية التي لسوء الحظ غير معملولاً بها"

تضاعف الحالات

بالإضافة الى تحدثها عن بعض الأشخاص الذين يزورون المرافق الصحية التابعة لمؤسسة التنمية والإرشاد الأسري، والتي تقدم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي. وأشارت الدكتورة بلقيس خلال المؤتمر أن عدد الحالات التي تحتاج الخدمات المرافق الصحية التابعة للمؤسسة تنمية و التنمية والإرشاد الأسري  في تزايد مما يشكل عبئاً على المؤسسة ،قائلة "تضاعفت عدد الحالات التي بحاجة الخدمات التي تقدمها المؤسسة. ومع ذلك ، فإنه من المؤسف أن مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري لا تستطيع تقديم الخدمات لجميع الناس بسبب نقص التمويل.

أداة السلام

كما نبهت الدكتورة بلقيس على تأثير الصحة النفسية على فاعلية النساء في المجتمع وأهمية على السلام ،قائلةً "ستلعب النساء دورًا أكثر فعالية في المجتمع إذا كان هناك استثمار كافٍ في مجال الصحة النفسية ونتيجة لذلك يمكن أن تكون النساء أداة للسلام. " بالإضافة إلى تأثير الصحة النفسية على المجتمع ،قائلةً "من خلال توفير العلاج النفسي ، فإنك تمنع الأزواج من الطلاق ، وتساعد الأطفال على العيش حياة  عادية وقد تمنع الناس من الانتحار". واختتمت بلقيس جباري حديثها بأن الصحة النفسية هي حق الإنسان، حيث قالت أن "الصحة النفسية حق من حقوق الإنسان."

إهمال صحة الأم والطفل

وبحسب ماورد في التقرير، تحدث الدكتور أشرف بدر مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة يمان للتنمية الاجتماعية ،وخلال حديثه أن الحكومة غير قادرة على توفير خدمات صحة للأم والطفل أثناء الحرب. وأن تركيز برامج منظمات الإغاثة على خطة الطوارئ الإنسانية ، وهذا يعني ذلك إهمال صحة الأم والطفل بشدة. لذلك ، وحثه لدعم و تخصيص الأموال لتوفير خدمات صحية للأم والطفل.

الفن في إطار المرأة اليمنية أثناء الحرب

وبحسب التقرير، اختتمت الجلسة العامة الأولى من قبل ثانا فاروق ، المصورة اليمنية ، التي قدمت عرضًا حول الفن في سياق المرأة اليمنية خلال الحرب. وخلال هذا العرض ،تحدث ثانا الجمهور أنها انبهرت بحقيقة أن النساء يستخدمن الفرح كأداة لإظهار الصمود ،واختتمت عرضها بالادعاء أن الصمود لا يمكن أن يستمر إلا إذا كان هنالك شيئان‘ أولاً: دعم البرامج للحفاظ على الصمود ، وليس فقط النظر إليها وقول "نحن معجبون بصمود المرأة". ثانيًا ، بأن النساء يجب أن يدعمن جسديًا وعقليًا وعاطفيًا للنهوض ويخرجون إلى للمجتمع ولا يقعن ضحية ولا ينظر إليهن على أنهن عاجزات.

ورش العمل

بعد الجلسة العامة الأولى ، أقيمت ورشتين، وكانت ورشة عمل الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي حول "أهمية توافر وإمكانية الوصول إلى الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في اليمن والمضي قدماً." ورشة العمل الأخرى كانت حول"استكشاف التحديات المتعددة للصحة الجنسية والإنجابية في اليمن والدروس المستفادة من الأساليب الناجحة." وكان مدير ورشة العمل ورشة عمل الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي ماثيجس هوجستاد مستشار عمل الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي لدى مؤسسة ARQ الدولية.و قدمتا كلاً من د. بلقيس جباري وياسمين القدسي الورشة  ،بحسب التقرير الذي تم نشره ،بالإضافة قامت الدكتورة بلقيس الجباري بتقديم عرض تقديمي حول عمل مؤسسة التنمية والإرشاد الأسري في اليمن ومناقشة الاحتياجات والتحديات ،وأكدت الدكتور بلقيس جباري خلال عرضها على وجود مشكلتين رئيسيتين في اليمن ،حيث قالت "أولاً قبل كل شئ، هناك وصمة عار حول الصحة العقلية ، ثانيًا ، هناك نقص في الموارد مما يعيق عمل المؤسسة من مساعدة المزيد من الأشخاص المحتاجين." ،وأردفت أنه "على الرغم من أن الشركاء في المجال الإنساني أصبحوا أكثر وعياً بأن الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي يمكن أن يساهم في مجتمع سلمي ، ورغم ذلك فإن الصحة النفسية ليست أولوية على أجندة المانحين وأيضًا في مرتبة منخفضة جدًا في جدول الأعمال الإنساني حيث تعطى الأولوية للغذاء والماء والمأوى. وفي الواقع ، لا توجد خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في معظم المحافظات". كما تحدثت عن الصعوبات التي تواجه قطاع الصحة النفسية في تقديم الخدمات حيث قالت " أن هنالك نقص في أخصائيي الصحة النفسية. ثانيًا ، لا يستطيع الناس الوصول إلى مرافق الصحة النفسية " ،كما تحدثت أنه" بسبب نقص أو عدم وجود مرافق الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في معظم المحافظات وقلة الموارد اللازمة لدفع تكاليف المواصلات يعيق محتاجي هذه الخدمات من الحصول عليها. كما تحدثت الدكتورة بلقيس عن خدمات المؤسسة كالخط الساخن و طب نفسي وعلاج نفسي وتوزيع الأدوية ورعاية الليلية  ومساهمة هذه الخدمات بشكل إيجابي في معالجة العديد من المشاكل.

 

الجلسة العامة الثانية: ورش عمل نقاشية وكيفية المضي قدمًا

تألفت الجلسة العامة الثانية ، التي أدارها نيكولين زويجديست ، حيث  أولا ً، ناقشا كلا من الدكتورة بلقيس جباري والدكتور أشرف بدر أهم التوصيات المنبثقة عن ورش العمل. ثانيا ،قدما كلا منهما نصائح والمشورة بالأساليب المناسبة التي يمكن العمل بها. ثالثا ، أدلى البيان الختامي كلاً من نيكولين زويجدجيست و جوس دوسيلجي أحد كبار الخبراء في تعزيز النظم الصحية لدى "كورد ايد" ،حد ما ورده التقرير .

التوصيات

 وقدمت الدكتورة بلقيس جباري التوصيات الموجزة والمنبثقة عن ورش العمل الصحة النفسية، كما في التالي:

  1. دمج خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي كأولوية في حزمة الخدمات باعتبارها منقذة للحياة.
  2. تخصيص موارد كافية لبناء القدرات وتدريب الأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين لسد فجوة في قطاع الصحة النفسية.
  3. تحسين الوصول إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي وخاصة للنساء والأطفال في جميع محافظات اليمنية من خلال توسع الخدمات والتدخلات لتمكين المرأة.
  4. تقليل وصمة العار للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية من خلال أنشطة التوعية المجتمعية.
  5. يجب النظر إلى الصحة النفسية والدعم النفسي على أنهما مكوّنان متكاملان وجزء من جميع المجالات الإنسانية والتدخلات الصحية.
  6. يجب ألا تهمل برامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي الاحتياجات النفسية للرجال.