جحيم زواج مبكر وإرتباط زوجها بعلاقات مشبوهة

الاسم: م . ن، انثى، 16 سنه، ثانوي، متزوجه، محافظة صنعاء.

فتاة في السادسة عشر من عمرها في الصف الثاني الثانوي تعيش مع والديها ولها أختين أصغر منها. كانت أحلامها كبيرة في ان تصبح معلمة في المدرسة التي تدرس فيها، وكان تحصيلها العلمي ممتاز، وفي احدى الايام تقدم ابن عمها لخطبتها وقد كان العم يسكن في مدينة صنعاء مع اولاده لذلك لم يكن الجميع يعلم اي شيء عن ابن عمها ولا عن اخلاقه وسلوكه، غير أنه لم يكمل دراسته الثانوية، حاولت الفتاة أن ترفض ذلك الزواج بكل ما اوتيت من قوه، إلا أن الأسرة بأكملها أصرت وأجبرتها على ذلك الزواج، تزوجت منه وكان شرطها الوحيد على أن يجعلها تكمل تعليمها. وافق الزوج وتم ذلك الزواج. وعندما وصلت الفتاة إلى ذلك المنزل انصدمت بكل شيء لم تجد في البيت لقمه واحده، فالزوج لا يعمل ومصروف المنزل من والده، ناهيك عن تصرفاته القاسية معها كل ما طالبته بمصروف المنزل انفجر عليها وقال عليك أن تدبري نفسك وتتحملي، بعد ذلك منعها من إكمال دراستها، وكذلك من الدخول والخروج بحجة غيرته عليها، ومع هذا كانت تتحمل دائما إلى ان بدأت تراه في كثير من الأيام يتركها ليذهب إلى الغرفة المجاورة لتسمعه يتحدث مع فتيات ويتركها طول الليل لوحدها، وعندما كانت تفتح هاتفه تجده مليء بالرسائل والصور الفاضحة، لم تتحمل كل ذلك وقررت مواجهته بما تسمعه طول الليل وماوجدته في هاتفه، عندما اخبرته بذلك قام بضربها واخبرها بأنه حر في كل ما يعمله، وليس ما يحدث من شانها، وفي أحد الايام توسلت اليه أن يسمح لها بالذهاب إلى المستوصف القريب من المنزل للإجراء الفحص لشعورها بانها حامل. استغربت لموافقة الزوج والسماح لها بالخروج، وعندما عادت إلى المنزل وفتحت الباب تفاجأت بذلك المنظر.. فزوجها كان على علاقه جنسيه مع امرأه اخرى وفي بيتها، انهارت م وقامت بالصراخ والبكاء بصوت عالي فانهال عليها  الزوج بالضرب العنيف حتى اجهضت ذلك الجنين الذي كانت تنتظر أن تزف بشارة حملها له. ثم قام بتهديدها بالقتل إذا تحدثت مع أحد بما وجدت ذلك اليوم.

عاشت تلك الفتاه أيام مرعبة، فقد اغلق عليها الأبواب وحبسها في غرفة مظلمة ومنع كل وسائل التواصل بينها وبين العالم الخارجي، ناهيك عن الضرب المتواصل والعنف اللفظي الدائم معها، بدأت الزوجة بالفعل تصاب بحالة خوف وضيق شديد، والدموع لا تغادر عينها ابدا، لم يعد بإمكانها النوم أبدا وكل ما غفت لعدة دقائق رأت الكوابيس والاحلام المفزعة، اصبحت تأتيها حالة ذعر كل ما سمعت صوت ذلك الزوج، كانت تدعو الله ليلا ونهارا أن يفرج عنها همها ويأتي بأحد من اهلها لكي يقوم بزيارتها ويرى حالها، استمرت على هذه الحالة حوالي ثلاثة أشهر متتاليه إلى ان اراد الله أن يأتي ابيها الذي يسكن في منطقه بعيده عن صنعاء، تفاجئ الأب بحالة ابنته فليست كما تركها فهي الأن نحيلة الجسم شاحبة الوجه سألها والدها عن حالها وعندما رأي ذلك الزوج انهال عليه بالضرب وطلب منه أن يطلق ابنته ثم اخذ ابنته إلى المنزل وعيونه تذرف بالدموع لما اصاب ابنته، فهو لم يكن يعلم ما يجري لها خلال الخمسة الأشهر من ذلك الزواج الذي أجبرها عليه. عادت الفتاة مع ابيها ولكن عافيتها وصحتها لم تعد معها، ذلك الضيق استمر يلازمها والخوف والبكاء طوال الوقت، إلى جانب استرجاعها لكل المواقف المؤلمة معه، وكل ما كانت  تحاول أن تخلد إلى النوم شعرت بالخوف الشديد واستيقظت ظنا منها أن ذلك الزوج سياتي لها ويؤذيها، وفي احد الايام زارتها أحد صديقاتها واخبرتها أنها سمعت عن رقم مجاني 136 للمساعدة النفسية، أخذت الرقم وقامت بالاتصال بالخط وكانت في اسوء حالة، وبدأت بالبكاء والشكوى من كل ما مر بها، تم الاستماع الجيد لها من قبل المرشدة وشرحت لها أن ما تعانيه من اعراض هو عبارة عن حالة اكتئاب مصحوب بقلق نتيجة لما تعرضت له من معامله قاسيه من قبل الزوج، وأن كل ما تعاني منه هي حاله نفسية قابلة للمعالجة بأذن الله، وكون الحالة لا تقدر على زيارة العيادة النفسية لبعد مكان إقامتها وعدم توفر خدمة الصحة النفسية في منطقتها فقد تم إحالتها على خدمة العلاج النفسي الهاتفي حيث يتم تقديم جلسات علاجيه لها عبر الهاتف أسبوعيا وفي مواعيد محددة وفق خطة التي يتم الاتفاق عليها، تم توصيلها باستشاري الطب النفسي في المؤسسة وهو بدورة قام بدعمها وكتب لها الادوية النفسية التي تحتاجها خلال هذه الفترة من أجل تخفيف حالة القلق والاكتئاب ونصحها بمتابعة الجلسات النفسية عبر الهاتف وعبر المرشدة النفسية التي قامت باستقبالها وتقييمها، تواصلت الناجية حسب الخطة وأوضحت أنها اشترت الدواء الموصوف من الطبيب النفسي وقد بدأت باستخدامه من يومين، احتاجت الناجية شهرين للمعالجة عبر الهاتف بواقع ثلاث جلسات أسبوعيه في الأسبوعين الأولين، ثم جلسه أسبوعيا لبقية الفترة تم مساعدتها على التنفيس وتدريبها على التعرف على الأفكار السلبية وتعديلها ونصحها بالرجوع لكل الأنشطة التي تركتها، كما تم رفع تقديرها لذاتها ورفع مهارات تأكيد الذات، وتعلمها واساليب اتخاذ القرار مع اساليب حل المشكلات، بعد البرنامج العلاجي قدرت اتخاذ قرار مهم كان اكثر ما يشغلها وهو الطلاق من الزوج، عند رفض الزوج الطلاق تم مساعدتها بإحالتها لاتحاد نساء اليمن كونهم لديهم خدمة قانونية لمساعدة النساء المعنفات الاتحاد خصص لها محامية لمساعدتها في الطلاق من الزوج، بدأت حالتها النفسية بالتحسن وعادت إلى مدرستها لتكمل الثانوية العامة، والمحامية مازالت تتابع قضيتها.